إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

317 ـ زكريا عليه السلام

أحد أنبياء الله عليهم السلام، يصل نسبه إلى سليمان بن داود عليه السلام، وكانت رسالته قبل ميلاد المسيح بن مريم عليه السلام.

بعثه الله إلى بني إسرائيل، فقام يدعوهم إلى الله ويخوفهم عذابه، في وقت اشتد فيه الفسق والفجور وطغت على بني إسرائيل موجة عنيفة من التفسخ والتحلل، وطغيان المادة، حتى نسوا الله والدّار الآخرة، وتسلط على الحكم ملوك ظالمون جبابرة، لقي زكريا منهم كل عنت ومشقة، وناله من آذاهم الشيء الكثير.

وتوالت عليه الأهوال والشدائد، ووهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، ولم تعد به طاقة لتحمل الأذى والمخاطر، فطلب من الله أن يعينه بولد يواسيه في شيخوخته ويخلفه في تبليغ الرسالة. كان زكريا الكافل لمريم بعد وفاة أبيها عمران؛ لأنه كان زوج خالتها، وكان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها من الرزق ما لا يوجد مثله في البلد، أو عند سائر الناس، فطلب من ربه الولد التقي، فاستجاب الله دعائه ورزقه على الكبر غلاماً زكياً -هو يحيى عليه السلام- من امرأته أشياع بنت عمران خالة مريم.

ورد ذكر زكريا عليه السلام في عدة مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى في ذكر مريم ابنة عمران "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" سورة آل عمران: 37-38. وقال تعالى: "وََزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ" سورة الأنعام:85. وقال تعالى في سورة مريم: "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا" سورة مريم: 2 ـ 7. وقال تعالى: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" سورة الأنبياء: 88 ـ 90.

قُتل زكريا عليه السلام نشراّ بالمنشار ولقيّ ربه شهيداً مرضياً ـ صلى الله عليه وسلم.